كانت ْ تحلـُم ،
كنساء الشعب جميعا ً ، تحلـُم ..!
أضحت ْ تعـلم ،
كنساء الشعب جميعا ً ، تعلم ..!
القصـة ُ ليست ْ "شاهيـها"
أو شكل وعطر أوانيـها
لكن البسمة ُ في فيـها
أو هـزة ُ ردف ٍ تعنيـها
تحتاج لخمر ٍ طاهـرة ٍ
فلتزرع ْ في الوحل دواليها ..!
* * *
- "صبـاح الخير يا عسـل ..!"
ابتسمت ْ ،
كنساء الشعب جميعا ً، ابتسمت ْ
أو قل ضحكت ْ،
أو قل أعـوت ْ، صرخت ْ، غضبـت ْ
أو ذابـت ْ شوقـا ً وحنيـن
فنسـاءُ الشعب جميـعا ً، من قبـل سنيـن ،
لا يلهجن بما يعنيـن ..!
* * *
من قبل سنيـن ،
كانت أحلـى ،
مشرقـة ٌ أزهار ُ الزيتـون
كانت أنـقى ،
من كـل وريـدات الأرض
لا تشـْتـم سـوى الأبيـض
والقـلب ُ زهيـرات بنفسـج
يتلألأ ُ دوما ً يتـوهـَّج
لنظـرة رجـل ٍ عاش سنيـنا ً في القلـب
أغضبـَها كي يرضي الرَّب
والآن شهيـدا ً ، في الجنـة
قـد قـال لها ذاك الشيـخ ُ :
- " لا تنـعيـه ...
لا تسهـري يومـا ً تبكيـه ...
قد بـُدِّل خيـرٌ مـن داره ...
أهـل ٌ خيـر ٌ من أهليـه ...
لا تبـكيـه ... ".
أحسـت ْ لسعـة ثعبا ن ٍ
وهـج ٌ يصهـرها ، تخفيــه
- "الآن شهيـداً ، في الجنـة ؟!
ومـع أخرى ؟!
أخـرى قـد ملكـت ْ عينيـه
تعابثـه ...
وتـلاعبـه ...
وتشـاكسـه ...
وتطـارده ...
وتنـاغيـه ؟!!"
* * *
- "واحـد شـاي بالنعنـاع".
وضعت ْ حفنـة شـاي في المصفى
لتـعـد َّ الشـاي لطالبـه ،
قـروي ٌ جـاء إلى المشفـى
قد جـاء لكي يخلـع َ ضُـرسا ً
أو يشهـد َ لأقاربـه عُـرسا ً
أعـراس ُ المـوتى حاضـرة ٌ
ما أقسـى هاتيـك الطـُرفـة ..!
* * *
يهوى (محمود ُ) النعنـاع
وكان كريما ً مضيـاع
كانت آمـرة ً ومطـاع
ما كانت تعـرف ُ هذا الدرب
أمل ٌ (محمود ٌ) وشـراع ..!
* * *
كنـسـاء الشعب جميـعا ً
تلقـاه - كانـت - في البـاب
والقلـب ُ صبي ٌ وثــَّاب
هـا وَلـَج َ وفي يـده كتـاب
ما أحلى ذكـر الأحبـاب ..!
وتسيـلُ كعطـر ٍ بيـديـه
تمطـرُ أشـواقـا ً عينيـه
تتملصُ هاربـة ً تعـدو
خجلى من رعشـة شفتيـه ..!
والآن شهيـدا ً في الجنـة
- "لا تنـعيـه ...
لا تسهـري يومـا ً تبـكيـه
قد بـُدِّل خيـر ٌ مـن داره
أهـل ٌ خيـر ٌ مـن أهليـه
لا تبـكيـه ..! "
* * *
أيقظـها صـوت ُ زبـون ٍ جالـس
منفـوخ الأوداج وعابـس
تحد َّث َ عن زوجتـه الأولى
الأخـرى والطفـل الخـامس ..!
* * *
يا لـ(ضياء) ...
وشتـاء الأحـلام القـارس
عفـريـت ٌ مغـرور ٌ ومشـاكـس
والبيـت ُ به وبوالـده مضمارُ الغبـراء وداحـس ..!
اتخـذ معاكسـة َ الجيـران ِ هوايـة
يجـري يستخبيءُ خلف أبيـه
وتطـارد ُ وجنتـه يـداي
بالكـرةِ كـم ضَـربا شيـئا ً
كسَـرا في صخـَب ٍ "كـُبـَّايـَة"
لعِبـَا في الليـل ِ "استغمـايـة" ..!
* * *
الآن (ضياء) ...
يحتـاج ُ لجـورب وحـذاء
ورسـوم الكتـب الصفـراء
رجعـت ْ للعلبـة ِ تحصيـها
ما أقـدس َ هاتيـكَ حَيـاة ..!
* * *
وجـاء (ضياء) ،
بـل هـل َّ (ضياء) ..!
الشبـح ُ النـَّاحـلُ أهـواء
إسـودَّ قليـلا ً شـاربـُه ُ
تفاحـة ُ (آدم) خضراء
السـوق ُ يضـج ُّ كعينيـه
المـارة ُ تعـدو أشـلاء ..!
- "ربـِّي ، أماه ُ ، يبشـِّرُنا ...
الدنيـا ليست ْ مسكننـا ...
وهنـالك ، أمي ، في الجنـة
أنهـارٌ تجـري كالفضـة
لبـن ٌ أو عسـل ٌ منقضـة ..!"
وصمت َ (ضياء) ..!
تلعثـم أدبـا ً وحيـاء ..!
قـد جـاء الشيخ ُ إلى الـدرس ِ
بشرَّهم أيضا ً بالعـرس ِ..!
- "أمـاه ، الله ُ ينادينـي
وسأمضي كـي أنصـرَ دينـي ..!"
الخرطوم - يوليو1996م
كنساء الشعب جميعا ً ، تحلـُم ..!
أضحت ْ تعـلم ،
كنساء الشعب جميعا ً ، تعلم ..!
القصـة ُ ليست ْ "شاهيـها"
أو شكل وعطر أوانيـها
لكن البسمة ُ في فيـها
أو هـزة ُ ردف ٍ تعنيـها
تحتاج لخمر ٍ طاهـرة ٍ
فلتزرع ْ في الوحل دواليها ..!
* * *
- "صبـاح الخير يا عسـل ..!"
ابتسمت ْ ،
كنساء الشعب جميعا ً، ابتسمت ْ
أو قل ضحكت ْ،
أو قل أعـوت ْ، صرخت ْ، غضبـت ْ
أو ذابـت ْ شوقـا ً وحنيـن
فنسـاءُ الشعب جميـعا ً، من قبـل سنيـن ،
لا يلهجن بما يعنيـن ..!
* * *
من قبل سنيـن ،
كانت أحلـى ،
مشرقـة ٌ أزهار ُ الزيتـون
كانت أنـقى ،
من كـل وريـدات الأرض
لا تشـْتـم سـوى الأبيـض
والقـلب ُ زهيـرات بنفسـج
يتلألأ ُ دوما ً يتـوهـَّج
لنظـرة رجـل ٍ عاش سنيـنا ً في القلـب
أغضبـَها كي يرضي الرَّب
والآن شهيـدا ً ، في الجنـة
قـد قـال لها ذاك الشيـخ ُ :
- " لا تنـعيـه ...
لا تسهـري يومـا ً تبكيـه ...
قد بـُدِّل خيـرٌ مـن داره ...
أهـل ٌ خيـر ٌ من أهليـه ...
لا تبـكيـه ... ".
أحسـت ْ لسعـة ثعبا ن ٍ
وهـج ٌ يصهـرها ، تخفيــه
- "الآن شهيـداً ، في الجنـة ؟!
ومـع أخرى ؟!
أخـرى قـد ملكـت ْ عينيـه
تعابثـه ...
وتـلاعبـه ...
وتشـاكسـه ...
وتطـارده ...
وتنـاغيـه ؟!!"
* * *
- "واحـد شـاي بالنعنـاع".
وضعت ْ حفنـة شـاي في المصفى
لتـعـد َّ الشـاي لطالبـه ،
قـروي ٌ جـاء إلى المشفـى
قد جـاء لكي يخلـع َ ضُـرسا ً
أو يشهـد َ لأقاربـه عُـرسا ً
أعـراس ُ المـوتى حاضـرة ٌ
ما أقسـى هاتيـك الطـُرفـة ..!
* * *
يهوى (محمود ُ) النعنـاع
وكان كريما ً مضيـاع
كانت آمـرة ً ومطـاع
ما كانت تعـرف ُ هذا الدرب
أمل ٌ (محمود ٌ) وشـراع ..!
* * *
كنـسـاء الشعب جميـعا ً
تلقـاه - كانـت - في البـاب
والقلـب ُ صبي ٌ وثــَّاب
هـا وَلـَج َ وفي يـده كتـاب
ما أحلى ذكـر الأحبـاب ..!
وتسيـلُ كعطـر ٍ بيـديـه
تمطـرُ أشـواقـا ً عينيـه
تتملصُ هاربـة ً تعـدو
خجلى من رعشـة شفتيـه ..!
والآن شهيـدا ً في الجنـة
- "لا تنـعيـه ...
لا تسهـري يومـا ً تبـكيـه
قد بـُدِّل خيـر ٌ مـن داره
أهـل ٌ خيـر ٌ مـن أهليـه
لا تبـكيـه ..! "
* * *
أيقظـها صـوت ُ زبـون ٍ جالـس
منفـوخ الأوداج وعابـس
تحد َّث َ عن زوجتـه الأولى
الأخـرى والطفـل الخـامس ..!
* * *
يا لـ(ضياء) ...
وشتـاء الأحـلام القـارس
عفـريـت ٌ مغـرور ٌ ومشـاكـس
والبيـت ُ به وبوالـده مضمارُ الغبـراء وداحـس ..!
اتخـذ معاكسـة َ الجيـران ِ هوايـة
يجـري يستخبيءُ خلف أبيـه
وتطـارد ُ وجنتـه يـداي
بالكـرةِ كـم ضَـربا شيـئا ً
كسَـرا في صخـَب ٍ "كـُبـَّايـَة"
لعِبـَا في الليـل ِ "استغمـايـة" ..!
* * *
الآن (ضياء) ...
يحتـاج ُ لجـورب وحـذاء
ورسـوم الكتـب الصفـراء
رجعـت ْ للعلبـة ِ تحصيـها
ما أقـدس َ هاتيـكَ حَيـاة ..!
* * *
وجـاء (ضياء) ،
بـل هـل َّ (ضياء) ..!
الشبـح ُ النـَّاحـلُ أهـواء
إسـودَّ قليـلا ً شـاربـُه ُ
تفاحـة ُ (آدم) خضراء
السـوق ُ يضـج ُّ كعينيـه
المـارة ُ تعـدو أشـلاء ..!
- "ربـِّي ، أماه ُ ، يبشـِّرُنا ...
الدنيـا ليست ْ مسكننـا ...
وهنـالك ، أمي ، في الجنـة
أنهـارٌ تجـري كالفضـة
لبـن ٌ أو عسـل ٌ منقضـة ..!"
وصمت َ (ضياء) ..!
تلعثـم أدبـا ً وحيـاء ..!
قـد جـاء الشيخ ُ إلى الـدرس ِ
بشرَّهم أيضا ً بالعـرس ِ..!
- "أمـاه ، الله ُ ينادينـي
وسأمضي كـي أنصـرَ دينـي ..!"
الخرطوم - يوليو1996م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق