التسميات

السبت، 20 نوفمبر 2021

يا محمـَّد

 بَانتْ سُعادُ ولمْ تزلْ يا قَلبُ يُشجِيكَ الصَّهِيلْ

وتَرومُ مِن كَأسِ الأوابِدِ قَطرةً تُحيي القَتيلْ

كَيف السَّبيلُ ،

وقد مَضَى زَهوُ الرَّبيعِ

ونَالت الأيامُ من سَمْتِ الخُيُولْ ؟!

كيف السَّبيلُ ،

وسُنَّةُ المَاضِين في دَربِ الحَياةِ قَضَتْ

ومرَّ العُمُرُ تَحتَ سَنابِكِ الزَّمنِ العَجولْ ؟!

كيف السَّبيلُ ،

ومَادَت الأجواءُ تَحتَ قَوادِمِ النَّسرِ النَّبيلْ ؟!

إنْ مَاجَ ذَا القلبُ الفَتِيِّ تشوُّقاً ،

ما حِيلةُ الرُّمْحِ الكَليلْ ؟!

 

 الكَونُ قافلةٌ تخُبُّ من المَصِيرِ إلى المَصِيرْ

الخَيلُ أنهكَهَا المَسِيرْ

والغَافِلونَ التَائِهونْ ،

بَاتَتْ مضَاربُ حيِّهِم تدنُو من الجُرُفِ الكَبيرْ

بعضٌ من الأوهَامِ من سِدْرٍ قَليلْ

تمَضِي إلى المَجهُولِ في الجُرُفِ الكَبيرْ ..!

عَبَثَاً تَداري حُزْنَك المُمتدَّ في صَخَبِ الفُصُولْ

عَبَثَاً ، تَطوفُ الليلَ رَاحلةُ العَقُولْ

عَبَثاً ، طَوافُك بالنُّجُومِ

وقد هَمَى الغَيثُ اللَّدُنيُ الهَطُولْ

قَبَساً، تُميتُ الظِّلَ،

تَرفعُ رَايةَ العِصْيانِ

تَبنِي صُورةَ الإنسانِ – حَقْاً – في المَكانِ

فيَنزوي شبحُ المسَافَةِ بين عَينِ الضَّوءِ والمِرآةِ ،

بين الهَيكَلِ المَوسُومِ والرُّوحِ العَظيِمْ

يَهفُو جِناحُ فَرَاشةٍ - بالحَقِ - أسْكَرَهُ النَّسِيمْ

والمَوجُ يَهدرُ بَعدهَا، يتناسلُ الدَّربُ القَدِيمْ

قَد يَنسَى طَيرٌ عُشَّهُ، ويَتُوهُ قَمرٌ في السَّدِيمْ

تلك الأيائلُ في الصَّفَا تَرعَى اخْتِلاجَاتِ الأدِيمْ     

 كَان البَنفسَجُ سَاعِياً مَا بين زَمْزمَ والحَطِيمْ

مَاذا يَقولْ؟!

بُشْرَاكُمُ ، أهلَ الوِصُولْ ..!

بدرٌ بَدا في بِيدِ مَكة َ حيثُ فاضَ النُّورُ هَوْناً في البِطاحْ

الحُسْنُ أسْفَرَ، جادَت الأكوانُ واِنْبَلَجَ الصَّباحْ

سَقَطَ الوِشَاحْ

دَارتْ كُؤوسُ القَومِ تسْتفتِي الجِراحْ

روحٌ سَمَا من غيرِ رَاحْ

نَادى مُنادي الحَيِ حَيَّ عَلى الفَلاحْ

فَدَنَوا تَدانَوا أو تَدلَّوا في الزَّمانِ ،

فكانَ صَوْتَ الحَقِ والنَّبأَ الجَليلْ ..!

إنِّي بَصَرتُكَ في شَغافِ القلبِ آتٍ من بَعيدْ

أجْلسْتُ جِلبَابي ببَابِ الغَارِ يَجتَرِحُ القَصِيدْ

بَصَري حَديدْ

يَسْتَنْكِهُ الفَجرَ الوَليدْ ..!

إنِّي شَهِدتُكَ حَيثُ بَاضَ العَنكبوتْ

بيتُ الحَمامةِ - حِينَها – قَد كَان من أوْهَى البُيُوتْ

قَلبي هَوَى

دَمْعي رَوَى

مَا زَاغَ بَصَرِي مَا غَوَى

ما حَادَ عينُ الظَّلِ عَن حقِّ اليَقينْ ..!

إنِّي رأيَتُكَ يا صِراطَ المُتَّقِينْ

إنِّي شَهِدتُكَ في عُيونِهِمُ وكانُوا متْعَبينْ ..!

وزَجَرتُ رَاحِلتي إلى حَيثُ الغِنَاءْ

ورقصْتُ عندَ النُّورِ ، حوْلَ النُّورِ

كُنتُ النُّورَ ، كنتُ الرقصَ

كُنتُ الطَّبلَ ضَجَّ ، وكُنتُ إشْراقَ السَّماءْ

ورقصتُ ما شَاءَتْ ليَ الأشواقُ ، ما شَاءَ الفَناءْ

وتسَامت الأشبَاحُ مَازَجَت البَهاءْ

والمتْعبونَ تَعانقُوا وسَمَا النَّشيدْ :

طَلَعَ البَدرُ عَلينَا  ... رَحمةً للعالَمِينْ

وَجَبَ الشُّكرُ عَلينَا ... نحنُ ذَا حقَّ اليقِينْ

أنتَ مِنَّا أنتَ فِينا ... يا سِرَاجَ العَارِفينْ ..!

...............

الخرطوم – يوليو 2021م

الثلاثاء، 6 يوليو 2021

؟!!

مَن هذا الأحمقْ ؟!

الرجلُ الجالسُ خلفَ الشباكِ المغلقْ ..!

اتراه ؟

يسارَ الضوء ..!

يمينَ العتمةِ ..!

ذاكَ المسترخي عند النضدِ الأزرقْ ..!

اتراه الآنْ ..؟؟

خلفَ الساقي ..!

يرتشفُ الوهمَ،

يدخِّنُ سنواتِ الصَّمتِ الأخرقْ ..!

قُلْ لي مَن هذا الظِّلُ الأزرقْ ..؟!!!

...........

الخرطوم – مايو 2021م

الأربعاء، 3 مارس 2021

شـروق

 ما تخبـِّي الرّيد، ما تداري الشّوق 
ما تبقى بخيل، يا سِيد الذّوق 
تمضي الساعات في عُمُرْنا تسوق
والفرح الرَّاح ما تقول ملحوق
وتفوت أيام، ليلات وشروق
ما برجع يوم شان يرضي عشوق 
قول لو مشتاق: الشّوق، الشّوق 
عيش الأفراح زخـَّات وبروق 
ما تداري هواك، اليوم مسروق 
- يا أجمل فال - والحظ ممحوق
لو إنتَ حزين، خاطرك مخنوق 
بُوح، قول الرَّيد، والرّيد معتوق 
مالكني هواك وأنا بيكا مشوق
ارحمني وبُوح يا بان ممشوق
شايفك محتار وتقول لي: روق .!
كيف يهدأ هواي وأنا بيك مشروق؟!
يا أجمل كون، يا "كنْ معشوق"
من فيض النُّور بالحب مخلوق
ما تخبـِّي الرّيد، ما تداري الشّوق 
ما تبقى بخيل يا سيد الذّوق.
......................
الخرطوم - مارس 2021

الأحد، 28 فبراير 2021

بـي رواقــة

خَلِّيـني اشوفـك بي رواقـة
يا شِتيـلة فرحـي الدَّفـاقـة
يا البِـت السـَّمْحـَة مـلاذ الـُّروح
يا عطر القمْـرَة واشْراقــَا
ناديتك وصوتي بنـادي الرِّيـح
خطواتي التايهة الرِّيـح ساقــَا
فارقتك وفي الخاطر طالـت
شمس الأحلام البرَّاقـة
وعارف بلقاك يا أحلى جميـل
رغم الأيام الفرَّاقـة.
 
 

مشتاقلك مستني مقيـلك
في هدب العيـن الرَّقْـراقـة
اتحسس عندك همـس الشـوق
غيمات الرَّيد الشقشـاقـة
واتنفس جنبك عطر النـور
وفراشة شوقـي المشتاقـة
 
مشتـاق لي عيـون حلوين يحكوا
لمـَّن يتـلاقوا ونتـلاقـى
خلَّـيني اشوفك بي رواقـة
يا شتيلة فرحي الدَّفاقـة.
............
الخرطوم - فبراير 2021م

البـِنـيــَّة

البـِنيـَّة المارقـة من عَـرَق السلاليـك
الخِديـرا الراسيـة، مرحب يـا معاليـك
الرُّشـاش كم هـبَّ وجِبنـا طاريـك
يـا غنيـوة القمـْرة في ليـل المداميـك
كنت مليـان بيك محنـَّة وكنت ماليـك
وجنبي شايفـِك يا الشتيـلة وماني لاقيـك.
 
 
هبَّ برق القِبـْلي وطـاف بواديـك
والخـيول الضامرة ترمـح في الدلاليـك
بان وجيـهك والصبـاح بتــَّق يناديـك
يا خلاصة الحسن أهـلا، مين يجاريك؟!!
...............

أم درمان - مايو 2020م