بَانتْ سُعادُ ولمْ تزلْ يا قَلبُ يُشجِيكَ الصَّهِيلْ
وتَرومُ مِن كَأسِ الأوابِدِ قَطرةً تُحيي القَتيلْ
كَيف السَّبيلُ ،
وقد مَضَى زَهوُ الرَّبيعِ
ونَالت الأيامُ من سَمْتِ الخُيُولْ ؟!
كيف السَّبيلُ ،
وسُنَّةُ المَاضِين في دَربِ الحَياةِ قَضَتْ
ومرَّ العُمُرُ تَحتَ سَنابِكِ الزَّمنِ العَجولْ ؟!
كيف السَّبيلُ ،
ومَادَت الأجواءُ تَحتَ قَوادِمِ النَّسرِ النَّبيلْ ؟!
إنْ مَاجَ ذَا القلبُ الفَتِيِّ تشوُّقاً ،
ما حِيلةُ الرُّمْحِ الكَليلْ ؟!
الكَونُ قافلةٌ تخُبُّ من المَصِيرِ إلى المَصِيرْ
الخَيلُ أنهكَهَا المَسِيرْ
والغَافِلونَ التَائِهونْ ،
بَاتَتْ مضَاربُ حيِّهِم تدنُو من الجُرُفِ الكَبيرْ
بعضٌ من الأوهَامِ من سِدْرٍ قَليلْ
تمَضِي إلى المَجهُولِ في الجُرُفِ الكَبيرْ ..!
عَبَثَاً تَداري حُزْنَك المُمتدَّ في صَخَبِ الفُصُولْعَبَثَاً ، تَطوفُ الليلَ رَاحلةُ العَقُولْ
عَبَثاً ، طَوافُك بالنُّجُومِ
وقد هَمَى الغَيثُ اللَّدُنيُ الهَطُولْ
قَبَساً، تُميتُ الظِّلَ،
تَرفعُ رَايةَ العِصْيانِ
تَبنِي صُورةَ الإنسانِ – حَقْاً – في المَكانِ
فيَنزوي شبحُ المسَافَةِ بين عَينِ الضَّوءِ والمِرآةِ ،
بين الهَيكَلِ المَوسُومِ والرُّوحِ العَظيِمْ
يَهفُو جِناحُ فَرَاشةٍ - بالحَقِ - أسْكَرَهُ النَّسِيمْ
والمَوجُ يَهدرُ بَعدهَا، يتناسلُ الدَّربُ القَدِيمْ
قَد يَنسَى طَيرٌ عُشَّهُ، ويَتُوهُ قَمرٌ في السَّدِيمْ
تلك الأيائلُ في الصَّفَا تَرعَى اخْتِلاجَاتِ الأدِيمْ
كَان البَنفسَجُ سَاعِياً مَا بين زَمْزمَ والحَطِيمْ
مَاذا يَقولْ؟!
بُشْرَاكُمُ ، أهلَ الوِصُولْ ..!
بدرٌ بَدا في بِيدِ مَكة َ حيثُ فاضَ النُّورُ هَوْناً في البِطاحْ
الحُسْنُ أسْفَرَ، جادَت الأكوانُ واِنْبَلَجَ الصَّباحْ
سَقَطَ الوِشَاحْ
دَارتْ كُؤوسُ القَومِ تسْتفتِي الجِراحْ
روحٌ سَمَا من غيرِ رَاحْ
نَادى مُنادي الحَيِ حَيَّ عَلى الفَلاحْ
فَدَنَوا تَدانَوا أو تَدلَّوا في الزَّمانِ ،
فكانَ صَوْتَ الحَقِ والنَّبأَ الجَليلْ ..!
إنِّي بَصَرتُكَ في شَغافِ القلبِ آتٍ من بَعيدْ
أجْلسْتُ جِلبَابي ببَابِ الغَارِ يَجتَرِحُ القَصِيدْ
بَصَري حَديدْ
يَسْتَنْكِهُ الفَجرَ الوَليدْ ..! إنِّي شَهِدتُكَ حَيثُ بَاضَ العَنكبوتْبيتُ الحَمامةِ - حِينَها – قَد كَان من أوْهَى البُيُوتْ
قَلبي هَوَى
دَمْعي رَوَى
مَا زَاغَ بَصَرِي مَا غَوَى
ما حَادَ عينُ الظَّلِ عَن حقِّ اليَقينْ ..!
إنِّي رأيَتُكَ يا صِراطَ المُتَّقِينْ
إنِّي شَهِدتُكَ في عُيونِهِمُ وكانُوا متْعَبينْ ..!
وزَجَرتُ رَاحِلتي إلى حَيثُ الغِنَاءْ
ورقصْتُ عندَ النُّورِ ، حوْلَ النُّورِ
كُنتُ النُّورَ ، كنتُ الرقصَ
كُنتُ الطَّبلَ ضَجَّ ، وكُنتُ إشْراقَ السَّماءْ
ورقصتُ ما شَاءَتْ ليَ الأشواقُ ، ما شَاءَ الفَناءْ
وتسَامت الأشبَاحُ مَازَجَت البَهاءْ
والمتْعبونَ تَعانقُوا وسَمَا النَّشيدْ :
طَلَعَ البَدرُ عَلينَا ... رَحمةً للعالَمِينْوَجَبَ الشُّكرُ عَلينَا ... نحنُ ذَا حقَّ اليقِينْ
أنتَ مِنَّا أنتَ فِينا ... يا سِرَاجَ العَارِفينْ ..!
...............
الخرطوم – يوليو 2021م
رائعه شكرا لك
ردحذفولك فائق الشكر والتقدير ...
حذفدمتم ...
جمييييل ورائع
ردحذفمرحب بالكرار علي ...
حذفدمتم بخير يا صحبي ...
أنت منُا أنت فينا يا سراج العارفين... الف صلاة وسلام عليك يا حبيبي يا رسول الله رائعة كلماتك كما عهدناك متميز دمت بخير 🌹
ردحذف