التسميات

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

وقـال َ نسـوة ٌ فـي المـدينـة

وتقـول ُ نسـاء ُ الحـَي ِ
بأنـك أنـت َ أنـت َ ..!
تتلاعـب ُ بالقلـب ِ الخـَالي كيـف َ تشـَاء
تملـؤه عشقـا ً ، بغـضـَا ً ، فرحـاً ، حـزنـا ً ، نـزقــَا ً
كيـف تشـاء
وتـديـر ُ القـلـب َ النـَّـازف - مـن بعـد ٍ - كيف تشاء
تتصرف ُ فـي قلـبي - مُـلكـِـك َ - كيف تشـَاء
تدنيـني ، تبعـدني ، تنـفـيـني أنــَّى شئـت َ وكيف تشـَاء
تمنحني بعضـَا ً مما شئـت َ
وما قلبـُـك َ شـَاء
أو تحرمني كـل الأشيـاء ..!
ابصرهـن َّ يثـرثرن ْ علـى أَخـفــَاف ِ الإبـل ِ العميـاء
فتسيـخ ُ قـوائم ُ قلبـي
في رمـَل الدرب ِ
وأسأل نفسي : أين أنـا ؟!!
أين أنـا ؟!
مسكيـن ٌ هـذا العاشـق ُ ، عبثـي ٌ هـذا العشــق
عشـق ٌ تحرسـُه ُ سطـوة ُ معشـوق ٍ لا يـُـدعـَى عشـق
فأين أنـا ؟!
تستـدرك ُ بعـض ُ صـَبايا قـريتـنـا
حين يريـَن َّ الحـزن َ يلـف ُّ الدنيـَا
ويسـوِّد ُ وجـه َ المحـْبـوب
حين يريـَن َّ الحسـن َ المجـْـلـوب
يرمقـن َّ الشـفــق َ الغارب َ بعيـون ٍ ثكلـى
يربتـن َّ على كتفـي المعوج ِ ضَـنى
ويقلـن َّ بأنـه أنـت َ أنـا ..!
فأعـود لأصرخ َ مرتعـبـا ً:
أيـن أنـا ؟!!
فيضحك ُ بعـض ُ النـاس ِ
ويصرخ ُ بعـض ُ النـاس ِ
ويشـفــق ُ بعـض ُ النـاس ِ
ويحـلــُم ُ بعـض ُ النـاس ِ
ويهــزأ ُ بعـض ُ النـاس ِ
ويهـذي بعـض ُ النـاس ْ ..!
ويجـوس ُ الوسـواس ُ الخنـَّاس ْ ،
في دار ِ الشـرطة ِ ، عنـد المسجـد ِ ،
في قصر ِ السلطـان ..!
وأعود لأصرخ : أين أنـا ؟!
فأنا قد جئـتـك مـلء َ ثيـابي حـُبـا ً
أقسـم ُ : جئتـك مـلءَ الـروح رجـاء ً ومُـنى
هـل أ ُخـدع ُ فـي نفـسي ؟!
في حـسـي ،
أم يـُسـرق ُ منـي ؟
أم أنـي
لست ُ أنـا ؟!!!
لكني أقسـم ُ : أني أنـا
أعرف ُ أني أنـا
أدرك ُ أني أنـا
وأحـس ُ بأني أنـا
فأنـا مـن جئتـك سـاع ٍ
وأنـا احببتـك راج ٍ
وتسلـقـت ُ الــدَّرَج َ ونافــذة َ العـرفـَان
وأنـا سامـرت ُ نجـوم َ الليل ِ ، تسـوَّرت ُ البستــَان
وعشـت ُ سنيـنـا ً أشكـو الحـرمـان ..!
جئتــُك حيـن َ وجدتــُك يا محبوبي
ورأيت ُ جلالك َ خلـف النافـذة ِ العلويـة
وكنـت ُ أنـا
فكيـف َ أُذل ُّ علـى بابـك َ وأُهـان ؟!
تنـفـيـني النسوة ُ فـي صـَلـف ٍ
ويقـلـن َّ بأنـه أنت َ ولسـت ُ أنـا ؟!
لست ُ أنـا مـن سهـر َ الليـل
لست ُ أنـا مـن يحمـل ُ قلبـه ُ بيـن يديـه
لست ُ أنـا مـن شـع َّ بريقـا ً وسنـَا ..!
هذا جـرح ٌ أخضر ُ يـَا مولاي
لـن تغفــرَه ُ كـل ُّ دمـوع ِ صبايـا الحـي
لـن تمسحـَه ُ كـل ُّ مناديـل ِ العشـاق ِ الفقــراء
انصفني يا محبوبي منهـن َّ
بـل انصف ْ نفسـك َ منـي
أو انصفـني مـن نفـسي
أو انصف ْ نفـسي منـي
أو انصف ْ نفسـك مـن نفسـك
سامحـْني - أعـذر ْ جهـلي
فأنـا لا أدري أي عباراتي صادفـت ْ الحـق
لا أدري ما يحـوي صَـك َّ الغفــران
فـنسـاء ُ العربان ِ وقـصـر ُ السلطـان
قـد ادخـلوا فـي قـلبي الشـك
لكني أدري ،
أن حلاوة َ عشقــك َ يـا محبـوبي
بوجـودي ...
بوجـود ِ  أنـا ..!
ما جـَدوى أن تعشـق َ ذاتــُـك ذاتـَـك
أو تـلجـم وتسـوق َ الأنت َ أنـا ؟!!
وأين حلاوة َ هـذا العشـق ِ المخصي
وكيف يسـر ُ المعشوق ُ المعشوق ؟!!
كيف تقول النسـوة ُ أنـه أنـت َ وليـس أنـا ؟!
أو أنـت َ أنـا ؟!
يؤلمني جـدا ً يا محبوبي خـذلان َ اللغـة ِ وتيـه العربـان ..!
يؤلمني أن تنفـيـني
وأزل َ على بابـك
حاشـا - يـا كرمَـك -
فـدمـوعي تشهـد ُ لـي
تشهـد ُ بوجـودي
وركوعـي
وسجـودي عنـد َ العـتـبـات ،
يشهـده ُ كل ُّ العشـاق ِ الفقـراء
رأوني فـي الليـل
أتسـلل كالطيـف 
في ظـل ِّ العتمـة ِ أطـرق ُ بابــَك
سمعوا الطرقات ِ الخافـتـة ِ الخائفـة ِ الراجيـة ِ المرجـُّوة
ورأَوا خيـالي يتلفـت ُ ، يتـرقــَّب
ظـلي يمتـد ُ طويلا ً فــَوق َ الأرض
سمعــُوا دقـات ِ القـلب 
يشـهـد ُ أن أنـا موجـود ٌ عنـد اللقـيا ... موجـود
كنت ُ أنـا فـي الموعـد ِ لـم أخلـفــْه  ُ
كنت ُ أنـا ..!
فكيـف تقـول ُ النسـوة ُ أنـه أنـت ،
أو أنـت أنـا ؟!
 فأنا ما كنـت ُ خـيالا ً أو خـُدعـة
ما طيـفـا ً كنـت ْ
ودمـاء ُ العشــق ِ المتـحـدِّرة ُ علـى نحـري
عنـد الفجـر ِ
سالـت ْ ورآهـا سكـان ُ الحـَي ِّ جمـيعـَا ً
تجري ... تجري حتى عتبـة ِ بابـك
تتسلل ُ فـي لطـف ٍ ميـَّاس ٍ مـن تحـت شقــوق ِ القـلـب
حمـراء َ وقانيـة
لتدلـف َ حيـث المحبـوب
وتشهـد ُ لـي
حتى الأطفـال
كانت أعينــُهم تحمـل ُ ألـف َ سـؤال
عنـك وعني ...  أنـت ، أنـا ..!
لكـن َّ البعض َ ،
يقول : بأنـك أنـت أنـت
أو أنـت أنـا..!
فأيـن أنـا ؟!
أيـن أنـا ؟!!
ويقـول ُ البعض ُ ويقصـد ُ معظمـُهم ْ أن يطـريني
ويواسيـني
ويعزيـِّني
ويعالـج ُ بعض َ جـراح ِ القلـب ِ
ويلهيـني
بأني أنـا أنـا
ويقـول البعض ُ
بأني أنـت َ..!
لا يـُـدرك ُ هـذا البعـض ُ وذاك البعـض ُ فـداحة َ مـَا قــَالوا
لن يـُدرك َ مقــدار ُ الفـقــد ..!
أسألهـم ودمـوعي شلال :
إن كنـت ُ أنـا أنـا  ،
أو كنـت َ أنـا أنـت َ ،
فـمــن أنـت َ ؟!


                                     بـارا - أغسطس 2009 م.