التسميات

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الرسالة إلى مؤمني "توكتَــَّو" 4


17
أَنَا الْعَبْدُ الْحَقِيرُ الْفَقِِيرُ (جَابِرُ الْجَزْمَجِي) * فِي هَذَا اليَوْمِ جَاءَنِي مَلاكُ الرَّبْ * عَلَى حِصَانِ القُدْرَةِ يَخُبُّ فِي الْفَضَاءِ النَّورِيْ * نَاشِرَاً جِنَاحَيْهِ الْعَرِيْضَيْنِ كَشِرَاعِ سَفِينَةٍ كَبِيرَةٍ وَقَالَ لِي أَنَا مَلاكُ الرَّبْ * وَلَمْ أَعْرِفْهُ لأَنَّنِي لَمْ أُقَابِلْ مَلاكَ الرَّبِ مِنْ قَبْلْ * وَلَمْ أُصَدِّقْهُ لأَنَّ الْحَيَاةَ مَلأَتْنِي بَالشَّكِ تِجَاهَ كُلِّ مَنْ يَدَّعِي الْقَدَاسَةَ وَيَتَحَدَثُ بِاسْمْ الرَّبْ * فَأوْجَسْتُ مِنْهُ خِيِفَةْ * قُلْتُ اجْعَلْ لِّي آيَةً يَا سَيِّدْ * قَالَ الْمَوْتَى يَقُومُونَ يَا (جَابِرْ) * يَأَتُونَ إِلَيْكَ سَعْيَاً وَجُرُوحُهُمُ تَشْخبُ دَمَاً * اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيِحُ الْمِسْكْ * هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُ الإِلَهْ * مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ أَوْ بِالْمَشْنَقَةْ * أُولَئِكَ الْمُعَذَبُونَ لِمَجْدِي سَيَصْعُدُونَ الْجَبَلَ يَا (جَابِرْ) * سَنْشْدُدُ عَضُدَكَ بِهِمْ وَنَشُدُّ أَزْرَهُمْ بِكْ * فَلا تُطَفِّفْ وَلا تُخْسِرْ * اُشْدُدْ حُقْويَكَ كَرَجُلٍ وَلِمَّ شَعَثَ إِخْوَتِكْ * الأَسْوَدُ مِنْهُمْ وَالأَسْمَرْ *  يَأَبُونَ تَكَسُّرَاً إِذْ يَجْتَمِعُونْ * مَنْ تَدَلَّى مِنْ عُنُقِهِ بِجَلْجَلَةٍ مُزْلَزِلَةْ * وَمَنْ حَصَدَتَهُ الرُّصَاصَاتُ الْمَجْنُونَةْ * مَنْ حَلَّقَ مِنْهُمْ فِي وَادِي الْحِمَارِ كَنَسْرٍ شَهِيدْ * وَمَنْ ضُرِبَ بِـ"الشَّلَّوتِ" حَتَى الْمَوْتْ * وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحَاً وَآخَرَ سَيِّئاً ابْعَثَهُمْ لَكَ جَمْيعَاً آيَةً وَعَلامَةْ * فَكُنْ رَجُلاً وَاشْدُدْ حُقْوَيْكْ * سِرْ حَيْثُ يَأَمُرُكَ ضَمِيرُكَ وَتَذَكَّرْ أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ للنَّاسِ جَمِيعَا * لا تَسْمَعْ للمُرَائِينْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ * عَلامَتُهُمْ أَنَّهُمْ كَثِيرُو الصَّخَبِ دَائِمُو الجَدَلْ * يَدَّعُونَ نُصْرَتِي وَهُمْ يَخْذِلُونْ * حَلاقِيمُهُمْ كَبِيرَةٌ وَأَصْوَاتُهُمْ مُجَلْجِلَةٌ فَلا يَخْدَعَنَّكَ مِنْهُمْ أَحَدْ * يُحِبُّونَ طَيِّبَ الطَّعَامِ وَوَثِيرَ الْفَرْشِ وَالرُّكُوبَةَ الْفَارِهَةِ وَيَكْنِزُونْ * تِلْكَ سِيمَاهُمُ * فَلْتُثْخِنْ فِي الأَرْضِ يَا (جَابِرْ) * أُوْلَئِكَ الْمُتَنَطِعُونَ الَّذِينَ يَتَحَدَثُونَ بِاسْمِي وَهُمْ كَاذِبُونْ * حَاشَا لِي أَنْ أَمْنَحَ أَحَدَ عَبِيدِي اسْمِي لِيَتَسَلَّطَ بِهِ عَلَى إِخْوَتِهِ * لا تَقُلْ أَنََّّكَ تَعْمَلُ بِاسْمِي فَتَكُونُ مِثْلَهُمْ فَتَهْلَكَ وَلكَّنِي مَنَحْتُكَ الْعَقْلَ فَافْهَمْ * عَدْلِي عَدْلِي وَلا تَفْتَرِ عَلَيَّ الكَذِبْ * قُلْ هَذَا كَسْبِي هَذَا وُسْعِي أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ الْحَقِيرْ * هَذَا فَهْمِي فَيَحِقّ لإخْوَتِكَ مُرَاجَعَتَكْ * لا تَسْنِدْ أَفْعَالَكَ إِلَيَّ فَتَهْلَكْ * فَأَنَا لَنْ أتَجَسَّدَ فِي كَائِنٍ مَنْ كَانَ مِنْ مَخْلُوقَاتِي * لَنْ أَعِيرَهُ يَدِي يَقْتُلُ بِهَا عِيَالِي وَلَنْ أَمْنَحَهُ صَوْتِي لِيَمِيِلَ بِهِ المِيْزَانَ وَيَظْلِمَ إخْوَتَهُ بِاسْمِي * حَاشَا لي أَنْ آمُرَ بِالشَّرّ * وَلكِنِّي قَرِيِبٌ أُجِيبُ دَعْوَتَكُمْ إِنْ دَعَوْتُمْ * وَأُثِيَبَكُمْ عَلَى مَا تَفْعَلُونْ * الْخَيْرُ وَالشَّرُ مَبْذُولانِ فِي السَّاحَةْ * فِي قَارِعَةِ الطَّرِيقِ مُلْقَيَانِ يُنَادِيَانِ الْخَاصَةَ وَالْعَامَةْ * فَلا تَسْرِقُوا اسْمِي وَتَقُولُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهْ * إِذَا أَمَرْتُكَ بِالْخَيْرِ وَهَيَّأَتُكَ لِفِعْلِهِ وَأَمَرْتُ أَخَاكَ بِالشَّرِّ وَسَخَّرتُهُ لِفِعْلِهِ فَكَيْفَ أُثِيبُكَ وَاُعَاقِبُهْ * الْفَهْمَ الْعَقْلَ الْعَدْلُ أَسَاسُ الملكِ يَا (جَابِرْ) * هَكَذَا أَخْبَرَنِي مَلاكُ الرَّبْ * وَنَظَرْتُ فِإذَا بِالأَمْوَاتِ يَقُومُونْ * مِنْ "وَادِي الحِمَارِ" وَ"وَدْ نُوبَاوِي" وَمُعَسْكَرِ "الشَّجَرَة" * مِنْ "أَبَا" وَ"بَيْتِ المَالْ" وَ"كَوبَرْ" * مِنْ "كَرَرِي" وَ"كَورْتِي" وَ"الشُّكَابَةْ" * مِنْ "بَارَا" وَ"شَيكَانَ" وَ"النِّخَيلَةْ" * مِنْ "سِنَّارَ" وَمِنْ "شَنْدِي" وَ"الْمَتَمَّةْ" * مِنْ "سِنْكَاتَ" وَ"سَواجِنْ" * مِنْ "قَدِيرِ" وَ"أُمْ دِبيكْرَاتْ" * مِنْ "الْحِزَامِ الأخْضَرْ" * مِنْ "مَنواشِي" و"دَرَوْتِي" وَ"كِرِنْدِنِقْ" * مِنْ "بِرِنْجِيِّةَ" وَمِنْ "كَرَنْ" * مِنْ أَقَالِيمِ الْمَمْلَكَةِ جَمِيعَاً * جَاءَوُا وَجُرُوحُهُمْ تَشْخبُ دَمَاً * بَعْضُهُمْ طُلابٌ صِغَارُ السِّنِ تَخَطَّفُهُمُ الجَلَّادُ قَبْلَ أَنْ يَذُوقُوا عَسِيلَةَ الْحَيَاةِ وَبَعْضُهُمْ شُيُوخٌ عَرَكَتْهُمُ الْمَرَارَةْ * بَعْضُهُمْ يَمْشِي فِي ثِيَابٍ عَسْكَرِيَّةٍ مُمَزَّقَةٍ وَبَعْضُهُمْ بِجَلالِيب تَقْطُرُ دَمَاً وَهُمْ يُصْلِحُونَ عَمَائِمَهُمْ فِي عَجَلَةْ * رِيحُهُمْ طَيِّبٌ كَكَلْمَةِ اللهْ * وَلَوْنُهُمْ أَخْضَرٌ خَصْبٌ كَطِينِ "الْجَزِيرَةْ" * كُلُّهُمْ يَصْعُدُونَ الْجَبَلَ وَمَا فِيهِمُ مَنْ تَخَلَّفْ * جَاءُواْ يَبْرُقُونَ وَقَدْ عَرَكَتَهُمْ التَّجَارِبُ وَعَرِفَ الْمُخْطِئُ مِنْهُمْ مَكْمَنَ الْعَيْبِ مِنْ نَفْسِهِ * صَعَدُوا هُنَاكَ وَالصِّدِقُ يَقْطُرُ مَعَ جُرُوحِهِمْ فَافْرَحْنَ يَا بَنَاتِ "سُودَانَ" وَزَغْرِدْنَ للِصَّاعِدِينَ كَاللِّيُوثْ * سَيَعْمَلُ كُلُّ هَؤلاءِ مِنْ أَجْلِ عِيَالِ اللهْ * مِنْ أَجْلِ عَدْلِهِ بِمَا اكَتسَبُوا مِنْ الْفَهْمِ وَتَجَارِبُهُمْ خَمِيرَةُ الْمَجْدِ الآتي*
من رواية (الرسالة إلى مؤمني توكتو) مارس 2009 - أكتوبر 2011م الصفحات 112 - 113 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق