1/ صورة أخرى
سألهـم الرجل ُ
وهـو يتأمَّـل زجاجـة الخمر والكؤوس الأربعة من حولها بنظرة ٍ محايدة:
- لماذا ضربتـم أخاكم
هكذا يا أولادي؟!
رد أحد الثلاثة بصوت ٍ مخمور ٍ وصادق:
- لقد سـب َّ الديـن يا عمـِّي..!
احنـى العجوز
ُ رأسه موافقـا ً ورحل ..!
2/ ولكل مجتهد ٍ نصيب
جاءني ابني يعـدو
متلهفـا ً:
- بابا ، هل الجـنــَّـة فيها "بلي ستيشن" ؟؟
أجبت ُ في هدوء ٍ وثقة:
- نعـم يا
بني، بل يمكنك هنـاك أن تشارك (بن تنسون) مغامراته على أرض الواقع.
اتسعت
ْ ابتسامة ُالصغير وهو يعدو نحو الحنفية ليتوضأ، بينما كنت ُ أمد ُرجليَّ مسترخيا ً في
مجلس (أبي حنيفة النعمان).
3/ الجنـي الجديد
حين فركت ُ
المصباح السحري وظهر المارد العظيم، احنيت ُ رأسي بكل أدب ٍ وتواضع وهمست ُ بأمنيتي،
فضحك كبير الشياطين كثيرا ً وهو يقول:
- من أي زمان ٍ أنت يا سيدي ؟!! أنا هو من يتمنى
في هذا الزمان..!
4/ الجوجوجعـائيـون
حين اشتعلت
ْ التظاهرات في وسط السوق كان أصحاب البدلات الكاملة وربطات العنق الأنيقة يلقون
قصائدهم السيريالية البنيوية التكعيبية الشيزوفرونية الباراسيكلوجية الجوجوجعائية عبر "المايكرفونات" في حماس، بينما انشغلنا نحن بمهاجمة المطاعم والبقالات.
5/ تجارة ٌ رابحـة
في خطبة
الجمعة أخذ "الإمام" يسبني ويلعنني من فوق المنبر أمام آلاف المصلين في حماس ٍ ويطلق
عني الأكاذيب التي ظلت ترددها صحافة حزبه طوال الأسبوع المنصرم، مستخدما ًمكبرات الصوت الكافرة، دون أن يهتز له طرف. وكان ردي حاضرا ً
ولكنني تذكـَّــرت ُ أن مقاطعة الخطبة تبطل الصلاة فأطرقت ُ برأسي وأنا استمع لمولانا وبي
من الغيظ والكمد ما لا يعلمه إلا الله.
6/ المرأة التي سرقـت
جاءت
ْ مرافعتي أمام المحكمة باهرة ً وفي منتهى الروعة والإقناع وتمـَّــت إدانة (المرأة التي
سرقت جوال الدخن) بقطع يدها اليمنى من مفصل الكف. وحين أحصيت ُ أتعابي في القضية
ووجدتها تكفي لشراء حمولة َ شاحنة ٍ من الدخن، دهشت ُ من غباء موكلي ذي الكرش
الكبير وقلة عقله، ثم فجأة ً هاجمني إحساس ٌ مريع ٌ بالاتساخ والقــذارة.
7/ الأحياء الموتى
في زيارتي
اليتيمة للمقابر أخذت ُ أردد الدعاء المأثور بصوتٍ محزون، وما كدت ُ أقول: (أنتم
السابقون ونحن اللاحقون) حتى انفجرت ْ جميع القبور بالضحك، أبي نفسه أخذ يقهقه بصوت
ٍ ضاج وشاربه الكث ينفث حياة ً. لازمتني الدهشة ُ لدقائق ثم فجأة ً تذكرت ُ تفاصيل موتي قبل عدة سنوات فنكست ُ رأسي خجلا ً وأنا أتمتم بالاعتذار.
الخرطوم – ديسمبر 2012م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق