ها أنتَ الآنَ شَرَيداً وطَريد
في هذا الكونِ العِربيد
تتناسلُ وعداً ووعيد
تستفتي النَّجمَ الوَسنان
وتناجي موجَ الخِذلان
والقلبُ ينوح
لا أعرفُ لكَ ذنباً غير سُمُو الرَّوح
غير بِتلاتِ العِشقِ، سِبلاتِ الشَّوق
فراشاتِ البَوح
لا أعرفُ غيرَ جراحاتٍ أعيتك سنينا
وأنت بصومعةِ العشاق تذوبُ حنينا
تزهرُ تثمرُ عندَ الغسقِ
فيتلألأُ دَمُك المسفوح
ها غاصَ الخنجرُ في منتصفِ الظَّهر ..!
من أين تبدَّى هذا الخبثُ وذاكَ العُهر؟!
لن تشفعَ لكَ عند المَسخِ يدٌ سَلفت أو ذِكرى أفنان
فالمسخُ بلا قلبٍ أو ذِاكرةٍ أو عُنوان
والدنيا ليستْ عادلةً يا إنسان
لن تَجزي الخيرَ بخيرٍ تبسطُه
أو تجزي الأحزانَ الأحزان
لن تنجو، لستَ بآمنْ
لستَ بناجٍ من هذا الطُّوفان
لا جبلٌ يعصمُ لا في الأفقِ بصيصُ أمان
لستَ بآمنْ
لا في المسجدِ لا في دارِ أبي سُفيان
أو حتى لو تغلقُ بابك تعتزلُ العَالم
وتناجي وحدتكِ النَّهمة
ستجدُكَ اللعنةُ حتى في خَلوتكَ الهَرِمة
ستظلُ تطاردُكَ الأرواحُ النتنة
تزكمُ أنفك لغلغةُ الأشباحِ العَفِنة
تذبحُكَ خناجرُهُم تلك اللاهيةُ العَطِنة
وتطلبُكَ بُعيد الذبحِ لترقصَ وتغني
تتبرأُ مِن ألمك، منِّي
فاحذرْ أن تحزنَ أو تتلجلجَ أو ترتج
فالحزنُ جَريمة
وسطوعُ الألمِ جَريمة
ومقاومةُ الجلادِ جَريمة
ألمُكَ مَجروح
حزنُك مشكوكٌ في صِحته
مَوتُكَ تمثيلٌ مَفضوح
كيف يموتٌ الرجلُ العاقلُ
إن غاصَ الخنجرُ في أحشائه حتى النَّصل ؟!
أو طارَ الرأسُ بضربةِ سيف ؟!
كيفَ يموتُ ؟!
وما هذا التدليسُ الحَيْف ؟!
فتقبَّلْ هَذا يا هَذا مِن غيرِ ضجيجٍ، لا تحتج
إن تفعلَ تُذبحُ ثانيةً
ويبدَّل جلدَكَ ذاك المُحترقُ الفَج.
...............
ديسمبر 2024
ها أنت الآن شريد وطريد
ردحذففي هذا الكون العربيد
تتناسل وعدا ووعيد.. 👌
كلمات عميقة لامست الواقع، كعادتك أستاذنا الجميل" التميز" وجمال المفردة وروعة الانتقاءحاضرة في كل قصائدك
ربنا ينعم علي السودان بالأمن والأمان والسلام، اللهم عاماً خاليا من الأحزان وفواجع الأقدار، عاماً بلا خزلان ولا خيبات ولا فقدان... دوام التميز والإبداع.. "كُن بخير "
🌹🤍🌹
شكراً على المرور والتفاعل ولطيف العبارة ...
حذفنسأل الله الأمان والسلام للوطن ...
دمتم بخير ...