أطياف ُ السـِّرَاج في جبـَّة ِ الحـَلَّاج
1
ريـم ٌ ران ٍنـور ٌ دان ٍ
قـِدْح ٌ ثان ٍ
ظبي ٌ أهيف ُ في طلعته ِ باتت ْ أطياف ُ الأحزان ِ
هل هذا بـرق ٌ شامي ٌ أم أن َّ المتجلي يماني ؟!
طرف ٌ يبـدو
روح ٌ تشـدو
قلب ٌ يعـدو
ومليح ٌ عند محاجره ِ يتلألأ ُ في الضـِّد ِ الضـِّد ُ
هل هذي (هند ٌ) ظاعنة ٌ أم مال َ على الثغـر ِ الوَرد ُ ؟!
عين ٌ تجـري
طلل ٌ يغـري
سيف ٌ يفـري
وقوافل ُ بدو ٍ تائهة ٌ في الليل ِ كما يسري تسري
هل هاج َ كُرُوم ُ حديقتنا أم ضاعت ْ أيام ُ العمـر ِ ..؟!
2
وتهلِّيـِّن أخيرا ً ... أخيـرا
كالسنـا
كالمـُنى
في جلال ِ الغيـوم ِ المطيـرة ْ
تهلِّيِّن مفعمة ٌ بالحيـاة أخيرا
كخفقـة ِ القلب ِ حين َ يلقى من غير ِ وعـد ٍ سميرَه ْ
أخيرا ً ... أخيرا
فتقدَّمي يا جميلة ْ
موكب ُ النـور ِ في انتظار ِ الأميرة ْ
والأماني ُّ والطيـوب ُ المنيرة ْ،
طفلة ٌ ترجو اصطفاف َ الهدايا الصغيرة ْ،
عرائس َ الشوق ِ والرؤى والمهـاد َ الوثيرَ ،
قبلة َ الليل ِ والحكايا المثيرة ْ
فتقدمي يا جميلة ْ ..!
الآن َ يا جميلة ْ ..!
هل زارك ِ الشوق ُ في الليالي الطويلة ْ ؟
ومواكب ُ البرد ِ والضنى
وحشة ُ الروح ِ والدموع ُ المريرة ْ
ثورة ُ الشك ِ حين َ تحيا الظنون ُ الغريرة ْ
وظلال ُ الأسى حين تكحـِّل ُ العـين َ
فترنو الطيوف ُ الضريرة ْ؟!
تقدَّمي يا جميلة ْ ..!
الآن َ ... الآن َ يا جميلـة ْ ..!
3
في ليالي الشتاء ِ الحزينة ْ ،
وحين َ يخبو لهاث ُ المدينة ْ ، يحتضن ُ المتعبون َ موقد َ الذاكرة ْ
تتبرج ُ الخاطرة ْ
تطل ُّ سنين ُ الضنى كالرِّشـَاش ْ
كوردة ٍ تزهو بأنوثتها أمام َ الفراش ْ
ويبدو البعيد ُ قريبا ً قريبا ..!
فكل ُّ لمحة ٍ عابـرة ْ
كل ُّ همسة ٍ غابـرة ْ
كل ُّ خطوة ٍ في سماء ِ الذهـول ِ الحزيـن ْ،
تشعل ُ الروح َ في مسام ِ الحنين ْ
تأخذ ُ القلب َ حيث ُ في شكـِّه ِ يكون ُ اليقين ْ
وفي ليالي الشتاء ِ الحزينة ْ،
تأمن ُ الرائعات ُ خواطرهن َّ وما مضى من حياة ْ
فيسرن ْ كالنائمات ِ
كالحالمات ِ
كورود ٍ يزهون ْ بأحلامهن َّ
كالفراشات ْ
ينقـِّرن ْ كالعصافير ِ في سما الأمنيات ْ
فلا يحصدن ْ سوى قوافل ِ الضنى التائهة ْ ..!
4
جميلة ٌ أنت ِ يا رفيقتي الجميلة ْكغلالة ِ الروح ِ قلبك ِ الوضيء ْ
كرعشة ِ القلب ِ في خطاك ِ النبيلة ْ
غنـِّي وراقصي شوقك ِ لا ذكرياته ْ
فارسك ِ لا رفاته ْ
اشرقي كالفجر ِ
لوِّحي ببيارق النصر ِ
مزِّقي حزنك ِ الأبدي والقيود َ النحيلة ْ
واجهي قلبك ِ المثقل ِ بالخوف ِ
ونداء ِ السماء ِ البخيلة ْ ..!
5
أعزيـِّك ِ في ما مضى من فصول ْشتاء ُ المنافي
وجدب ُ القوافي
وفرط ُ الذهول ْ
وليل ٌ حزين ٌ كهـمٍّ كسول ْ
اعزِّي نفسي
فلست ِ مخطئة ً حين َ افترشت ِ الأفول ْ
وما كنت ُ مخطئا ً حين َ تناثرت ُ محتضرا ً
في عتبات ِ الذهول ْ
وها أنت ِ تهليـِّـن كالملاك ِ وحيـدة ْ
قريب ٌ مزارك ِ ، بعيـد ٌ ، بعيـدة ْ
فماذا أعددت ِ لشتاء ِ القلب ِ
غربة ِ الروح ِ في المنافي المديدة ْ ..!
6
بقـْدر ِ اتساع ِ الروح ِ ،بقـْدر ِ الكمال ْ
يحـل ُّ الجمال ْ
بطـول ِ السراب ِ
بعمـق ِ الضبـاب ِ
بحجـم ِ العمى
يكـون ُ الظمـأ
جميلـة ٌ أنت ِ يـا حبيبتي ،
ظامئ ٌ أنا
تائه ٌ في مدار ِ الوجود ْ ..!
يا سراج َ المدى المستهـِلِّ
طال َ يا (ليل ُ) ليلنـا والصـُّدود ْ
يا منيتي وبعضي وكلـِّي
كلما أزحت ُ سرا ً أراه سترا ً يعود ْ
ولست ُ أرضى في العطا بالمقـِل ِّ
ليس َ مثلي ، ومثلكم مـن يجـود ْ
اتمنى والمنى بعض ُ ظلي
وصلاتي والدعا حيلة ُ المنكـود ْ
موضعي موضعي سراج التجلـَّي
نسمتي الراح ُ هيكلي في الخـدود ْ
متى يا قوم ُ يستحل ُّ المحـِلِّ ؟
متى يا قـوم ُ يفتـن ُ المريود ْ ؟
ويريني ، أريه ِ دل َّ المـُـدِل ِّ
مزجـة ٌ بها تضمحـل ُّ الحـدود ْ ..!
الخرطوم فبراير 2016م